أما العطش: في التأويل هو خلل في الدين، فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب، فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت " إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني ". وقيل من أراد أن يشرب فلم يشرب لم يظفر بحاجته، ومن شرب الماء البارد أصاب مالاً حلالاً، وإذا رأى أنه ريان من الماء دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيها.
وأما الجوع: فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش.
والأكل: يختلف في أحواله، وقيل الجوع خير من الشبع والري خير من العطش، وقيل من رأى أنه جائع أصاب خيراً ويكون حريصاً.
ومن رأى أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى " لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ". فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار، فإنه يستريح من تعب، فإن دعاه في العشاء، فإنه يخدع رجلاً ويمكر به قبل أن يخدعه هو.
ومن رأى أنه أكل طعاماً وانهضم، فإنه يحرص على السعي في حرفته.
والشبع: تحصيل المعاش وعود المال.
0 التعليقات: