المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر، فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه، فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب، فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه، وإن كان ذلك الصنم من فضة، فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى إمرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص، فإنه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها وينسى ربه، وإن كان ذلك الصنم من خشب، فإنه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا لا من أجل الله تعالى، وقيل أن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد، وقيل إذا رأى ولم ير عبادته نال مالاً وافراً.
وإن رأى كأنه يعبد نجماً أو شجرة، فإنه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال " مذبذبين بين ذلك ". وقيل إن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه.
وإن رأى كأنه يعبد النار، فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب، فإن لم يكن للنار لهب، فإنه حرام يطلبه بدينه لأن الحرام نار.
وإن رأى أنه تحول كافراً، فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
وإن رأى كأنه تحول مجوسياً، فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
وإن رأى كأنه يهودي، فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة.
وإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية، فإنه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى " إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ".
وإن رأى كأنه تحول نصرانياً، فإنه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس، وقيل من رأى كأنه يهودي ورث عمه.
وإن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته.
وإن رأى كأنه يضرب بالناقوس، فإنه يفشي بين الناس خبراً باطلاً.
وإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما، فإن مذهبه فاسد، ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى، قال الله تعالى " وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ".
وإن رأى كأنه صار جاثليقاً، زالت نعمته وانقضى أجله.
وإن رأى أنه صار راهباً، فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى " ورهبانية ابتدعوها ". وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله، ويدل أيضاً على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
وإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى، فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته.
وإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولاً، فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله، وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم، وهذا أصل في الرؤيا مستمر، فإن كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو، وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد.
وإن رأى كأنه تحول أحد فراعنة الدنيا، فإنه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر، وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود.
ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه ديناً، فإنه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
والكفر: في التأويل يدل على غنى لقوله تعالى " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ". وقد يدل على الظلم لقوله " والكافرون هم الظالمون ". ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ". فكثرة الكفار كثرة العيال، والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه، والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته.
ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم كما لو رأى أنه سفه فسد دينه لقوله تعالى " وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ".
الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد وانقطاعهما موت الولد، وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين، وإذا كانا مع ثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا.
الكنيسة: دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلى جهنم دار من عصى ربه وعلى السجن، فمن رأى نفسه في كنيسة، فإن كان فيها ذاكراً له تعالى أو باكياً أو مصلياً إلى الكعبة، فإنه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة، وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملاً فيها ما يدل على الهموم، فإنه يسجن في السجن.
وإن رأى فيها ميتاً فهو في النار محبوس مع أهل العصيان، وإن دخلها حياً مؤذناً أو تالياً للقران، فإن كان في جهاد غلب هو، ومن معه على بلد العدو، وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم، وإن كان من يرى معهم ويصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم، فإن كان رجلاً خالط قوماً على كفر أو بدعة أو زناً أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب، وإن كان إمرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم.
الصومعة: تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة، وكذلك المنازل بمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه، وما كان منها في الهواء أو الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها أسود اللون أو مملوءاً بالخنازير فهي كنائس، والبيعة مجراها في التأويل.
وأما الناووس: فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام، وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
0 التعليقات: