الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

تأويل رؤيا الأمراض والأوجاع

تأويل رؤيا الأمراض والأوجاع
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله، فكل من تراه محموماً، فإنه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ودوام الحمى إصرار على الذنوب.
والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه، والنافض تهاون والصالب تسارع إلى الباطل وحمى الربع تدل على أنه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مراراً ثم نكث توبته، وقيل إن من رأى كأنه محموم، فإنه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله.
  أما اختلاف الأمراض: فمن رأى كأنه به أمراضاً باردة، فإنه متهاون بالفرائض من الطاعات والواجبات من الحقوق، وقد نزلت به عقوبة الله تعالى، والأمراض الحارة في التأويل هم من جهة السلطان.
 ومن رأى  كأنه سقي سماً فتورم وانتفخ وصار فيه القيح، فإنه ينال بقدر ذلك مالاً، وإن لم ير القيح نال غماً وكرباً، وقيل السموم القاتلة تدل على الموت.
 ومن رأى  بجسده سلعة نال مالاً، والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة، والطاعون يدل على الحرب، وكذلك الحرب يدل على الطاعون، والعقر لا يحمد في النوم.
 ومن رأى  أنه قد أغشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامة الأمراض في الدين لقول الله تعالى  "  في قلوبهم مرض  ". إلا إنها توجب صحة البدن، فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى  "  أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم  ". يعني جرحى.
وإن رأى  أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امرأته، فإنه يموت على كفر.
وإن رأى  إمرأته مريضة حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً ولا جاموساً، ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً أو يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض، وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً أو لبس أكليلاً أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل.
وإن رأى  فيه نقصاناً من مرض فهو قلة دين، وقيل إن رؤية المريض دليل الفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً، وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج، ومن أراد سفراً فرأى كأنه مريض، فإنه يعوقه في سفره عائق لأن المرضى ممنوعون عن الحركة.
 ومن رأى  نقصاناً في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة.
 ومن رأى  كأن بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه، فإنه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع.
 ومن رأى  كأن أعضاءه قطعت، فإنه يسافر وتتفرق عشيرته، لقوله تعالى  "  وقطعناهم في الأرض أمماً  ".
  وأما البرص: فإنه إصابة كسوة من غير زينة، وقيل هو مال.
 ومن رأى  كأنه أبلق أصابه برص.
  والجرب: فإذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء، وإن كان في الجرب ماء، فإنه إصابة مال من كد، وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة، وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره، فإنه إن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل.
  والثآليل: مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه.
  والبثور: إن رأى إنها انشقت وسالت صديداً دلت على الظفر والمدة.
  والجدري: زيادة في المال.
  والقروح والحصبة: اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية هلاك.
  والحكة في الجسد: تفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم.
  والدماميل: مال بقدر ما فيها من المدة.
  والدرن على الجسد والوجه: كثرة ذنوب.
  وذهاب شعر الجسد: ذهاب المال.
 ومن رأى  شعر رأسه تناثر حتى صلع، فإنه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس.
 ومن رأى  إمرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة.
 ومن رأى  كأنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة، وقيل إن كان صاحب هذه الرؤيا مديوناً أدى دينه.
 ومن رأى  كأنه أقرع، فإنه يلتمس مال رئيسه لا ينتفع به لا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة.
  والرعشة: إن كانت في الأعضاء فتدل على عسر.
وإن رأى  الرعشة في رأسه أصابه العسر قبل رئيسه، وفي اليمين تدل على ضيق المعاش، وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته، وفي الرجلين تدل على العسر في ماله.
  والورم: زيادة في ذات اليد وحسن الحال واقتباس العلم، وقيل هو مال بعد هم وكلام، وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان.
  والهزال: هو نقص مال وضعف الحال.
  وأما التخمة: فدليل أكل الربا.
  وأما الجذام: فمن رأى أنه مجذوم، فإنه يحبط عمله بتجرئه على الله تعالى أو يرمى بأمر قبيح، وهو بريء منه.
وإن رأى  كأن الجذام أظهر في جسده زيادة أو ورماً فهو مال باق، وقيل هو كسوة من ميراث.
 ومن رأى  كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني مجذوم، فقال: أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء.
  والقوباء: مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته.
  وأما اليبوسة: فمن رأى به مرضاً من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله وأخذ ديوناً من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة.
  وأما الرطوبة: دليل العسر والعجز عن العمل.
  وأما الجنون: مال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنه يعمل في إنفاقه بقدر ما لا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء، وقيل كسوة من ميراث، وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله.
  وجنون الصبي: غنى أبيه من إبنه وجنون المرأة خصب السنة، ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس، وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملاً من أعمال البر لقوله تعالى  "  أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك  ".
  والآفة في الصدغ: تدل على الآفة في المال.
  والمرض في الجبهة: نقصان في الجاه.
  وأما جدع الأذن وفقء العين: يدلان أن الجادع والقاضي يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم، لقوله تعالى  "  والأذن بالأذن  ".
وإن رأى  كأن شيخاً مجهولاً قطع أذنيه، فإنه يصيب ديتين.
 ومن رأى  كأن عينيه فقئتا، فإنه يصاب بشيء مما تقر به عينه.
 ومن رأى  كأنه صلى الله عليه وسلم جدع أذن رجل، فإنه يخونه في أهله أو ولده ويدل على زوال دولته، وقيل من رأى كأن أذنيه جدعتا وكانت له إمرأة حبلى، فإنها تموت، وإن لم تكن له امرأة، فإن إمرأة من أهل بيته تموت.
  وأما الصمم: فإنه فساد في الدين.
  وأما الرمد: فدليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لأنه يدل على العمى، وقد قال الله تعالى  "  فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور  ". وقد قيل إن الرمد دليل على أن صاحبه قد أشرف على الغنى، فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً، فإنه ينسب في دينه إلى ما هو بريء منه وهو على ذلك مأجور، وكل نقصان في البصر نقصان في الدين، وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد، وكذلك لو رأى أنه يداوي عينه، فإنه يصلح دينه.
وإن رأى  أنه يكتحل، فإن كان ضميره في الكحل لإصلاح البصر، فإنه يتعاهد دينه بصلاح، وإن كان ضميره للزينة، فإنه يأتي في دينه أمراً يتزين به، فإن أعطي كحلاً أصاب مالاً وهو نظير الرقيق.
وإن رأى  أن بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك، فإن سريرته في دينه دون علانيته.
وإن رأى  أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به، فإن سريرته خير من علانيته.
وإن رأى  بجسده عيوناً كثيرة فهو زيادة في الدين.
وإن رأى  لقلبه عيناً يبصر بها فهو صالح في دينه، وقيل إن صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم.
  وأما العور: إذا رأى رجل مستور أنه أعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته، وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً، فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت، وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في ولد أو في إمرأته أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى  "  ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين  ". فإذا ذهبت العين زالت النعمة.
  وأما العمى: فهو ضلال في الدين وإصابة مال من جهة بعض العصبات، وقيل من رأى كأنه أعمى، فإنه إن كان فقيراً نالت الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى  "  قال رب لم حشرتني أعمى  "  الآية.
وإن رأى  كأن إنساناً أعماه، فإنه يضله ويزيله عن رأيه.
ورؤيا الكافر الأعمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم.
وإن رأى  كأنه أعمى مكفوف في ثياب جدد، فإنه يموت.
وإن رأى  أعمى أن رجلاً داواه فأبصر، فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع والحملة على التوبة، وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر.
وإن رأى  سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه.
وحكي أن رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه، فقال: رأيت كأن في عيني بياضاً، فقال: يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه.
 ومن رأى  أنه غاب عنه بعض أقربائه، فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى، فإن صاحب الرؤيا يموت لأن رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر، وقيل ان الغشاوة على العين من البياض غيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام.
 ومن رأى  كأن الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئاً دلت رؤياه على قلة حيائه لأن العين موضع الحياء.
  وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق: فهي دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل، وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا، والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب.
  أما جدع الأنف: فمن رأى أن إنساناً جدع أنفه، فإنه يكلمه بكلام يرغم به أنفه، وقيل إن جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع، وقيل ان ذلك يدل على موت إمرأة المجدوع إن كان بها حبل، وقيل جدع الأنف هو أن يصيبه خسارة، فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته.
  والآفة في اللسان: هو ترجمان الإنسان والقائم بحجته، فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام، فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالاً ويناله من ذلك ضرر بقد ما رأى من الضرر، ويدل أيضاً على أنه يكذب وعلى أنه إن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل عن ولايته.
 ومن رأى  كأن طرف لسانه قطع، فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة، وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته، وقيل من رأى لسانه قطع كان حليماً.
 ومن رأى  كأن إمرأته قطعت لسانه، فإنه يلاطفها ويبرها.
 ومن رأى  كأن إمرأة مقطوعة اللسان دل عفتها وسترها.
وإن رأى  كأنه قطع لسان فقير، فإنه يعطي سفيهاً شيئاً، ومن التصق لسانه بحنكه جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده.
 ومن رأى  كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقهاً لقوله تعالى  "  واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي  ". ونال ورزق رياسة وظفراً بالأعداء.
  وأما الخرس: ففساد الدين وقول البهتان، ويدل على سب الصحابة وعيبة الأشراف.
  وأما الشفتين: فمن رأى أنه مقطوع الشفتين، فإنه غماز.
وإن رأى  شفته العليا قطعت، فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره، وقيل ان تأويل الشفتين أيضاً في المرأة.
  وأما البخر: فمن رأى كأن به بخراً، فإنه يتكلم بكلام يثني به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب، فإن وجد البخر من غيره، فإنه يسمع منه قولاً قبيحاً.
وإن رأى  كأنه لم يزل أبخر، فإنه رجل يكثر الخنا والفحش.
وأما الحلق: فمن رأى كأنه يسعل، فإنه يشكو إنساناً متصلاً بالسلطان.
وإن رأى  كأنه سعل حتى شرق، فإنه يموت، وقيل ان السعال يدل على أنه يهم بشكاية إنسان ولا يشكوه.
 ومن رأى  كأنه خرج من حلقه شعر أو خيط فمده ولم ينقطع ولم يخرج بتمامه، فإنه تطول محاجته ومخاصمته لرئيسه، فإن كان تاجراً نفقت تجارته.
وإن رأى  كأنه يخنق فقد قهر على تقلد أمانة، فإن مات في الخناق، فإنه يفتقر.
وإن رأى  كأنه عاش بعدما مات، فإنه يستغني بعد الإفتقار.
وإن رأى  كأنه يخنق نفسه، فإنه يلقي نفسه في هم وحزن.
  وأما وجع الأضراس: إذا رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعاً، فإنه يسمع قبيحاً من قرابته الذي ينسب إليه ذلك الضرس في التأويل ويعامله بمعاملة أشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده.
  وأما وجع العنق: فدليل على أن صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية، وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها خان أمانة فلم يؤدها فنزلت به عقوبة من الله تعالى.
  وأما الحدبة: فمن رأى أنه أحدب أصاب مالاً كثيراً وملكاً من ظهر قوي من ذوي أقربائه.
  وأما الفواق: فمن رأى كأن به ذلك، فإنه يغضب ويتكلم بما لا يليق به ويمرض مرضاً شديداً.
  وأما وجع المنكب: فمن رأى به ذلك فإساءة الرجل في كده وكسب يده.
  وأما آفات اليد وقطعها وقصرها: فإن الآفة في اليد تدل على محنة الأخوة، وفي أصابعها تدل على أولاد الأخوة.
 ومن رأى  كأن ليس له يدان، فإنه يطلب ما لا يصل إليه.
 ومن رأى  كأنه صافح رجلاً مسلماً فخلع يده، فإنه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها.
 ومن رأى  كأن يمينه لم تزل مقطوعة، فإنه رجل حلاف.
 ومن رأى  كأن يمينه مقطوعة موضوعة أمامه، فإنه يصيب مالاً من كسب.
والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والأعوان، وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده.
وإن رأى  كأن يده قطعت من الكف فهو مال يصير إليه، فإن قطعت من المفصل، فإنه  "  سنشد عضدك بأخيك  ". فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه قل ماله.
وإن رأى  كأن والياً قطع أيدي رعيته وأرجلهم، فإنه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأن يده قطعت، فقال: هذا رجل يعمل عملاً فيتحول عنه إلى غيره، وكان نجاراً فتحول إلى عمل آخر.
وأتاه رجل آخر، فقال: رأيت رجلاً قطعت يداه ورجلاه وآخر صلب، فقال: إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره، فعزل من يومه فطن بن مدرك وولي الجراح بن عبد الله.
وإن رأى  كأن حاكماً قطع يمينه حلف عنوة يميناً كاذبة.
وإن رأى  كأنه قطع يساره، فإن ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما أو قطع رحم أو مفارقة شريك أو طلاق امرأة.
وإن رأى  كأن يده قطعت بباب السلطان فارق ملك يده.
 ومن رأى  يديه ورجليه قطعت من خلاف، فإنه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان، لقوله تعالى  "  إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله  "  الآية، وقيل ان من رأى يمينه قطعت، فإنه يسرق لقوله تعالى  "  فاقطعوا أيديهما  ".
ورأى رجل كأن يده مقطوعة فقص رؤياه على معبر، فقال: يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك فعرض له أنه مات صديق له، ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف، فقال: تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستوراً وإلا فتنتهي عن منكر على يده.
ورؤيا قصر اليد دليل على فوت المراد والعجز عن المراد وخذلان الأعوان والإخوان إياه.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى أن يمينه أطول من يساره، فقال: هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم.
 ومن رأى  كأنه قصير الساعدين والعضدين دلت رؤياه على أنه لص أو خائن أو ظالم.
وإن رأى  كأن ساعديه وعضديه أطول مما كان، فإنه رجل محتال سخي شجاع.
  والآفة في الأصابع: دليل على محنة الولد، فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات، وقيل من رأى كأن خنصره قطعت غاب عنه ولده.
 ومن رأى  بنصره قطعت، فإنه يولد له ولد.
 ومن رأى  الوسطى قطعت مات عالم بلده أو قاضيها.
وإن رأى  كأن أربع أصابعه قطعت تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن، وقيل من رأى كأنه قطع إصبع إنسان أصابه بمصيبة في ماله، وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومص الأصابع زوال المال، وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم.
  وأما الشلل: من رأى كأن يديه قد شلتا، فإنه يذنب ذنباً عظيماً.
وإن رأى  كأن يمينه شلت، فإنه يضرب بريئاً ويظلم ضعيفاً.
وإن رأى  كأن شماله شلت مات أخوه أو أخته، وإن يبست إبهامه مات والده، وإن يبست سبابته ماتت أخته، وإن يبست وسطاه مات أخوه، وإن يبست البنصر أصيب بابنته، وإن يبست الخنصر أصيب بأمه وأهله.
وإن رأى  في يده اعوجاجاً إلى وراء، فإنه يتجنب المعاصي، وقيل انه يكسب إثماً عظيماً يعاقبه الله عليه.
  وأما الآفة في الأظفار: فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد الدين والأمور، وقيل ان طول الأظفار غم.
 ومن رأى  كأنه لا ظفر له، فإنه يفلس.
وإن رأى  كأن أظفاره مكسورة كلها، فإنه يموت، وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع، فإنه يموت.
  ووجع الصدر: فمن رأى أن صدره يوجعه، فإنه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله وقد عوقب عليه.
  وأما الرئة: فمن رأى أن رئته فسدت وساءت رائحتها دل على دنو أجله لأن الرئة موضع الروح.
  والزكام: يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة.
  والبرسام: من رأى أنه مبرسم، فإنه رجل مجترئ على المعاصي وقد نزل به عقوبة من السلطان.
  وأما المبطون: فمن رأى أنه مبطون، فإنه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه ويريد أن يتوب من ذلك.
  ووجع القولون: من رأى ذلك فقد قتر على أولاده وأهله القوت ونزلت به العقوبة، وقيل ان وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت.
  وأما وجع السرة: فإن رؤياه تدل على أن صاحبه يسيء معاملة امرأته.
  ووجع القلب: دليل على سوء سيرته في أمور الدين، ومرض القلب دليل على النفاق والشك لقوله تعالى  "  في قلوبهم مرض  ". والكرب في القلب دليل على التوبة.
  وأما وجع الكبد: فهو في التأويل إساءة إلى الولد، فقد قال عليه الصلاة والسلام: أولادنا أكبادنا، وقطع الكبد موت الولد، وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق.
  وأما وجع الطحال: فدليل على إفساد صاحبه مالاً عظيماً كان به قوامه وقوام أهله وأولاده وأشرف معهم على الهلاك، فإن اشتد وجعه حتى خيف عليه الموت دل ذلك على ذهاب الدين نعوذ بالله منه.
  وأما وجع الظهر: فيدل على موت الأخ، فقد قيل موت الأخ قاصمة الظهر، وقيل وجع الظهر يرجع تأويله إلى من يتقوى به الرجل من ولد ووالد ورئيس وصديق.
وإن رأى  في ظهره انحناء من الوجع، فإنه يدل على الإفتقار والهرم.
  وأما نقصان الفخذ: فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة، ووجع الفخذ يدل على أن صاحبه مسيء إلى عشيرته، ووجع الرجل يدل على كثرة المال وقطع الأخمص يدل على الزمانة.
وإن رأى  كأن رجليه قطعتا فبانتا منه ذهب ماله أو مات.
وإن رأى  إحدى رجليه قطعت ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحركة.
وإن رأى  كأن إنساناً قطع إبهام رجله، فإنه يحبس عنه ديناً عليه أو يقطع عليه مالاً كان يتكل عليه.
وإن رأى  كأنه مقعد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين.
  وأما الحبو: فمن رأى كأنه يحبو على بطنه، فإنه تصيبه علة تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر.
وإن رأى  أنه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو ويسأل الناس أن يحملوه، فإنه يفتقر ويسأل الناس.
  وأما وجع الذكر: من رأى ذلك فقد أساء إلى قوم وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه.
وإن رأى  أنه قطع ورمي به، فإنه يدل على موته أو انقطاع نسله أو على موت ابنه، فإن كانت له إبنة، ورأى كأن ذكره انقطع ووضع على أذنه، فإن إبنته تلد بنتاً لا من زوجها، وقطعه للوالي عزل وللمحارب هزيمة.
 ومن رأى  كأنه خصي أو خصى نفسه أصابه ذل، فإن أراد أن يودع رجلاً وديعة أو يفضي إليه بسر فرأى في منامه خصياً فليجتنب أن يودعه، وقيل من رأى كأنه تحول خصياً نال كرامة.
وإن رأى  خصياً مجهولاً له سمت الصالحين وكلام الحكمة فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر.
 ومن رأى  كأنه مأسور انسدت عليه أبواب المعيشة كما إذا انسد إحليله عن البول، ويدل على أن عليه ديناً لا يمكنه قضاؤه.
 ومن رأى  كأن به أدرة أصاب مالاً لا يأمن عليه أعداءه.
  وأما الخدش: فمن رأى كأن إنساناً خدش عضواً من أعضائه، فإنه يضره في ماله وفي بعض أقربائه.
وإن رأى  في الخدشة قيحاً أو دماً أو مدة، فإن الخادش يقول في المخدوش قولاً وينال المخدوش بعد ذلك مالاً.
 ومن رأى  كأن جبهته خدشت، فإنه يموت سريعاً، وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة فهو مال، وكل زيادة في الجسم إذا لم تضر صاحبها فهي زيادة في النعمة.
  وأما البرص والجذام والجدري: فقد تقدم القول عليه، والأفضل أن يرى الإنسان كأنه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر.
وإن رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا لأن كل من كان منظره قبيحاً، فإن نفس الذي يراه تنفر منه وخصوصاً إذا رآها في مملوكه، فإنه لا يصلح لخدمته على كل ما يفعله فهو قبح وفضيحة، وكذلك كل من يعاشره.
 ومن رأى  أنه جدر فهو زيادة في ماله.
وإن رأى  أن ولده جدر ففضل يصير إليه وإلى ابنه، وكذلك القروح في الجسد زيادة في المال، فإذا رأى في يده قروحاً تسيل منها مدة، فإنه مال ينفعه ولا يضره ذلك.
  والحصبة: اكتساب مال من سلطان، وقيل هي تهمة.
  وأما الطاعون: فهو الحزن، فمن رأى أنه أصابه الطاعون أصابه حزن كما لو رأى أنه أصابه حزن أصابه الطاعون.
  وأما العنة: فإنه لا يزال صاحبها معصوماً زاهداً في الدنيا وما فيها ولا يكون له ذكر البتة، فإن زالت عنه العنة، فإنه ينال دولة وذكراً، وقيل من رأى أنه تزوج بامرأة أو اشترى جارية فلم يقدر على مجامعتها لعنته، فإنه يتجر تجارة بلا رأس مال تجلد.
  وأما العقر: فإذا كان من عقر الخف، فإنه يناله هم ويصيبه من ذلك الهم نكبة، فإن عقره إنسان، فإن المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقداً عليه.
  وأما كسر الأرجل والعرج: من رأى أن رجله اليمنى اعتلت أو انكسرت أو انخلعت، فإن كان بها جرح، فإن إبنه يمرض، وإن رأى ذلك في رجله اليسرى وكان له إبنة خطبت، وإن لم يكن له بنت ولدت له بنت.
وإن رأى  انكسار رجله وهو يريد سفراً فليقم ولا يبرح، وإن خلعت، فإن إمرأته تمرض، وإن طالت إحدى ساقيه على الأخرى، فإنه يسافر سفراً.
 ومن رأى  أنه أعرج أو مقعد ولا تقله رجلاه فذلك ضعف مقدرته عما يطلبه وخذلان من ينتسب إليه ذلك العضو من أقاربه إياه، وقيل من رأى أنه أعرج حسن دينه، والأعرج لا يحسن حرفة ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك.
وإن رأى  رجل إمرأة عرجاء، فإنه ينال أمراً ناقصاً.
وإذا رأت إمرأة رجلاً أعرج نالت أمراً ناقصاً، والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه وفيه نقص.
وإن رأى  إنسان أنه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى، فإنه يخبئ نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر.
  وأما الكي: فله وجوه، فمن رأى به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ عن الجلد، فإنه يصيب دنيا من كنز، فإن عمل بها في طاعة الله عز وجل فاز، وإن عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة لقوله تعالى  "  فتكوى بها جباههم وجنوبهم  ". وقيل إن أثر الكي العتيق والجديد إذا كان قد تقشرت القرفة منه فلم تؤلمه فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه فعند ذلك يجري مجرى الدواء، وقيل الكي كلام موجع.
وحكي أن إمرأة رأت كأن بنيها قد مرضوا فرمدت عيناها.
ورأى رجل كأنه مريض وليس له طبيب يعالجه وكان له مع آخر خصومة فعرض له أن خصمه غلبه والمرض دليل خصم والطبيب معوان عليه.
ورأى رجل كأن أباه قد مرض فعرض له وجع في رأسه وذلك أن الرأس تدل على الأب.
  وأما قحل الوجه وتشققه: فهو قلة حيائه ومائه، فمن رأى أن وجهه طري صبيح، فإنه صاحب حياء، والسماجة فيه عيب والعيب سماجة.
ورأى رجل كأن الوباء قد نزل بالناس والمواشي فسأل المعبر عنه، فقال: إن ملك عصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذي المستورين، وكان بعض الملوك ظالماً جباراً فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح ورد وجهه على دبره وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه وسمع تالياً يتلو  "  ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد  ". فقص رؤياه على معبر، فقال: إن الملك سيهلك كما أهلك عاد، فبعد عشرين يوماً ذهب ملكه وماله وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره.
Previous Post
Next Post

0 التعليقات: