الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

تأويل رؤيا اللبن

تأويل رؤيا اللبن
 روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى أنه يشرب لبناً فهو الفطرة.
قال الأستاذ أبو سعيد: رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال ودر اللبن منها سعة المال.
وإن رأت إمرأة لا لبن لها في اليقظة إنها ترضع صبياً أو رجلاً أو إمرأة معروفين، فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم، وقيل من رأى كأنه ارتضع إمرأة نال مالاً وربحاً.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى وهو نازل بالطائف كأنه جيء بقدح من لبن فوضع بين يديه، فانصب القدح، فأولها أبو بكر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله ما أظنك مصيباً من الطائف في عامك هذا شيئاً، فقال: أجل لم يؤذن لي فيه ثم ارتحل صلى الله عليه وسلم.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت عساً من لبن جيء به حتى وضع ثم جيء بعس آخر فوضع فيه، فوسعه فجعلت أنا وأصحابي نأكل من رغوته ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكله بالعسل، فقال: أما اللبن ففطرة، وأما الذي صبه فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شيء، وأما أكلكم رغوته فيقولن الله تعالى  "  فأما الزبد فيذهب جفاء  ". وأما البعير فرجل عربي وليس في الجمل شيء أعظم من رأسه ورأس العرب أمير المؤمنين وأنتم تغتابونه وتأكلون من لحمه، وأما العسل فشيء تزينون به كلامكم، وكان ذلك في زمان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت كأني ارتضع إحدى ثديي، فقال: ما تعمل، فقال: أكون مع مولاي في الحانوت، فقال: اتق الله في مال مولاك.
ورأى عدي بن أرطأة لقحة مرت به وهو على باب داره فعرض عليه لبنها فلم يقبل، ثم عرض عليه ثانية فلم يقبل، تم عرض عليه مرة أخرى فقبله، فقال ابن سيرين: هي رشوة لم يقبلها ثم عاد فقبلها وأخذها، ورأى أمير المؤمنين هارون الرشيد كأنه في الحرم يرتضع من أخلاف ظبية، فسأل الكرماني مشافهة عن تأويلها، فقال: يا أمير المؤمنين الرضاع بعد الفطام حبس في السجن ومثلك لا يحبس ولكنك منحبس بحب جارية قد حرمت، فكان كذلك.
وإن رأى  كأنه انصب عليه لبن إنسان دل على ضيق وحبس، وكذلك المرضع والراضع أيهما كان معروفاً، فإن حاله في الحبس والضيق أشد من المجهول والحلب تأويله المكر، وإن حلب الناقة فخرج دماً، فإنه يجور في سلطانه، فإن حلبها سماً، فإنه يجبي مالاً حراماً، فإن حلبها تاجر لبناً أصاب رزقاً حلالاً وربحاً في تجارته ودرت عليه الدنيا بقدر ما در عليه الضرع.
 ومن رأى  كأنه شرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيراً.
  وألبان الأنعام: مال حلال من السلطان.
  ولبن اللقحة: فطرة في الدين، فمن شرب منه أو مص مصة أو مصتين أو ثلاثة، فإنه على الفطرة يصلي ويصوم ويزكي وهو لشاربه مال حلال وعلم وحكمة، وقيل من حلب ناقة وشرب لبنها دل على أنه يتزوج إمرأة صالحة، وإن كان الرائي مستوراً ولد له غلام فيه بركة.
  ولبن البقرة: خصب السنة ومال حلال وإصابة الفطرة، وفي صاحب الرؤيا عبداً عتق، وإن كان فقيراً استغنى.
  ولبن الشاة والعنزة: إصابة مال حلال إن كان حليباً.
  ولبن الأسد: ظفر بعدو، وقيل انه ينال مالاً من جهة سلطان جبار.
  ولبن الكلب: خوف شديد.
  ولبن الذئب: مثله، وربما دل على إصابة مال من ظالم.
  ولبن الخنزير: تغيير عقل صاحبه وذهنه، وقيل إن الكثير منه مال حرام والقليل منه حلال لقوله تعالى  "  فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه  ". فقد رخص في القليل وحرم الكثير.
  ولبن النمر: إظهار عداوة.
  ولبن الظبي: نذر.
  ولبن الحمار الأهلي: مرض يسير، وألبان الوحش كلها قوة في الدين.
  ولبن الضأن والجاموس: خير وفطرة.
  ولبن الدب: ضر وغم عاجل.
  ولبن الثعلب: مرض يسير.
  ولبن الهرة: مرض يسير أو خصومة.
  ولبن الفرس: لمن شربه اسم صالح في الناس.
  ولبن الأتان: إصابة خير وظهور اللبن من الأرض وخروجه منها دليل على ظهور الجور.
  وألبان ما لا ألبان لها: بلوغ المنى من حيث لا يحتسب.
  وألبان النواهش واللواذع: صلاح ما بينه وبين أعدائه.
  ولبن الحية: من شرب منه، فإنه يعمل عملاً يرضي الله، وقيل من شربه نال فرجاً ونجا من البلايا.
  والزبد: مال مجموع نافع وغنيمة، وكذلك السمن إلا أن في السمن قوه لسلطان النار التي مسته.
  واللبن الرائب: لا خير فيه، وقيل هو رزق من سفر.
  والحامض المخيض: رزق بعد هم ووجع، وقيل هو مال حرام ومعاملة قوم مفاليس لأن زبده قد نزع منه، وقيل إن شاربه يطلب المعروف ممن لا خير فيه والشيراز استماع كلام من النسوة.
  والأنفحة: مال مع نسك وورع.
  واللبن الصافي: مال في تعب لمس النار له.
  وأما الجبن: فإنه مال مع راحة والرطب منه خير من اليابس ومال حاضر للرائي وخصب السنة، وقيل إن الجبن اليابس سفر، وقيل إن الجبنة الواحدة بدرة من المال.
 ومن رأى  كأنه يأكل الخبز مع الجبن، فإنه معاشه بتقدير، وقيل من أكل الخبز مع الجبن أصابته علة فجأة، والمصل قيل هو دين غالب لحموضته، وقيل هو مال نام يقوم قليله مقام كثير من الأموال يناله بعد كد.
Previous Post
Next Post

0 التعليقات: